هناك يا حبيبتى فى مكان بعيد فى هذا البحر حيث تلك الجزيرة النائية
المنعزلة عن العالم .. يعجز يا حبيبتى خيالى عن وصفها وعن وصف أشجارها
وأزهارها وعن تلك الورود النادرة التى تحتويها وعن تلك الطيور ذات الألوان
الغريبة التى توجد على الأشجار الممتدة على طول شاطئ الجزيرة .. هناك يا
حبيبتى فى تلك الجزيرة سنعيش ليس يوماً أو يومين بل العمر كله .. سنكون أنا
وأنتى والحب لا تقلقى يا حبيبتى بشأن الطعام فهناك أشجار كثيرة تحتوى على
كل ما يخطر ببالك من فاكهه وسوف ترى أيضاً فاكهه لم تريها فى حياتك من قبل
.. أما بخصوص الماء فهناك ينبوع من الماء الصافى .. أنها مثل الجنه كل شئ
يخطر بعقلك سيكون موجود هناك وعند الغروب سنجلس معاً على تلك الصخرة
الصغيرة ننظر الى الشمس وهى تختفى رويداً رويداً فى الأفق وربما نبحر حول
الجزيرة بذلك القارب الذى سوف أصنعه وسنرى قبلات الحب من طيور السنونو
عندما تسبح فوق الموج الهادئ الذى يعانق الشط برفق أما عن الظلام الذى يحل
عند قدوم الليل فلن نحتاج الى ضياء فوجهك الباهر سيضئ لنا الليل .. أما كل
صباح فستتيقظين على تغريد العصافير وعلى صوتى وأنا أشدو لكى أنشودة من
كلمات الحب وأطراف أناملى تداعب ضفائر شعرك .. هكذا أكون صادقاً حينما أقول
لكى أحبك كأنك آخر نساء الكون الشتاء هناك بارد وقارص جداً .. فى ذلك
الكوخ الذى سنبنيه بأغصان الشجر الذى يعصف به الهواء من كل أتجاه ولكن لا
تقلقى فسوف أحتويكى بين ذراعى كما تحتوى الأم رضيعها سأجعلك تدفنين رأسك فى
صدرى سنكون جسداً واحداً من شدة الألتصاق ولن تصطك أسنانك ياحبيبتى من
البرد القارص .. المطر الذى ينزل من سقف الكوخ المصنوع من فروع الأشجار
سيغسل جروحنا لا تقلقى يا حبيبتى فأنا معكى دائماً وفى كل الأوقات وكيف يا
حبيبتى أحتاج لصديق وأنتى هنا معى ، وكيف أحتاج لمن يعتنى بى وأنتى هنا معى
، وكيف أحتاج لمساعدة وأنت هنا معى ، وكيف أحتاج لوسادة وصدرك هنا معى ،
وكيف أحتاج الى الحب والحنان وأنتى هنا معى هذه هى مملكتنا وجنتنا