بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن يكون الغضب لله تعالى
المؤمن يحب لله تعالى ويبغض لله, يغضب لنصرة دين الله تعالى لا لنصرة نفسه ،وإذ تعدى أحد على حد من حدود الله تعالى يغضب كما يغضب الأسد إذا أخذ أحد صيده ، فما كان لله تعالى فهو يتم ويزداد ، وما كان لغير الله عز وجل يتغير ويزول ، ومن ثمرات زيادة الايمان, أن يكون الغضب لله والفرح لله تعالى ، فتزيد الطاعة ويبغض المعصية ،فانظر عليها بعين البصيرة واستغل أوقاتك فيها بالطاعة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واصبر على البلايا والمصائب ، وتقرب إلى الله بالنوافل ودع عنك الكبر والغرور لأنك إذا سمعت المؤذن للصلاة ولم تلبي النداء فقد تكبرت على الله تعالى ، وإذا ظلمت احداً من خلق الله تعالى ، ولم تقرأ القرآن الكريم، ولم ترحم الصغير وتوقر الكبير ولم تعط المسكين واليتيم والقريب المحتاج فقد تكبرت على الله تعالى,فتب إلى الله تعالى وأخلص التوبه قبل أن يهلكك، فمن خرجت الدنيا من قلبه لا يبالي أقبلت أو أدبرت نقصت أو زادت,من كانت هذه حاله لا يغضب لنقصانها ولا يفرح لزيادتها ، ولكن يغضب إذا فاتته عبادة أو غفل عن ذكر أو تناسى محاضرة أو نسى آية من القرآن الكريم العظيم ويغضبة أن يرى الذين يتعدون على حدود الله تعالى بغير خوف ولا حياء ، فكل شيء يهون في سبيل أن يرضى الله تعالى,المؤمن يأخذ بأيدي الناس إلى طاعة الله تعالى ، لا يرى المنكر فيكست عنه إنما يغير بيده أما بإعطاء شريط أو كتاب ، أو يغيره بلسانه بتقديم النصيحة والعبارة اللطيفة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، فالمؤمن كله غيرة على دينه ، قلبه يشتعل ألما لرؤية الضائغين عن دين الله تعالى ،والغضب لله عز وجلّ، بأن يرى الإنسان شخصاً ينتهك حرمات الله فيغضب غيرة وحمية لدين الله،فإن هذا محمود ويُثاب الإنسان عليه, لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا من سنته، ولأنه داخل في قوله تعالى(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فإن الله سبحانه وتعالى بنفسه لا يحتاج إلى نصر، هو غني عمن سواه، لكن النصر هنا نصر دين الله ، بحماية الدين، والذب عنه، والغيظ عند انتهاكه،وحديث عقبة بن عمرو رضي الله عنه، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني لا تأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان . مما يطيل بنا . فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ . فقال " يا أيها الناس ! إن منكم منفرين . فأيكم أم الناس فليوجز . فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة " .
الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 466
خلاصة حكم المحدث: صحيح
منفرين, يعني ينفرون الناس عن دين الله، وهذا الرجل لم يقل للناس لا تصلوا صلاة الفجر، لكنه نفرهم بفعله,بالتطويل الذي هو خارج عن السنة، فنفر الناس،وفي هذا إشارة إلى أن كل شيء ينفر الناس عن دينهم, ولو لم يتكلم الإنسان بالتنفير,ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يداري في الأمور الشرعية، فيترك ما هو حسن لدرء ما هو أشد منه فتنة وضرراً،فإنه صلى الله عليه وسلم ,كان يصوم في السفر فإذا رأى أصحابه صائمين,وقد شق عليهم الصوم,أفطر ليسهل عليهم, فكون الإنسان يحرص على أن يقبل الناس دين الله بطمأنينة ورضى وإقبال بدون محذور شرعي,والشاهد من هذا الحديث غضب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل الذي فعله هذا الإمام، وقد قال جابر رضي الله عنه, كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يوم الجمعة,احمرت عيناه ، وعلا صوته، واشتد غضبه,ثم قال صلى الله عليه وسلم( فأيكم أم الناس فليتجوز)يعني فليخفف الصلاة، على حسب ما جاءت به السنة(فأن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة)أي في المأمومين ضعيف البينة، وضعيف القوة، وفيهم مريض،وفيهم ذو حاجة, فلا يجوز للإمام أن يثقل بالناس أكثر مما جاءت به السنة،والذي لا ترضيه السنة فلا أرضاه الله، السنة تتبع ولكن ما زاد عليها فلا,
نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو.
اختكم لمسة خيال