زهرة الحب %% قـلــــــــم لآمـــــــــع %%
المشاركات : 176 تاريخ التسجيل : 07/03/2011 العمر : 51
| موضوع: الابحار في رضى الرحمن0لنبحر معا في رضا الرحمن 2011-04-19, 01:15 | |
| المؤمن الحقيقي لا يفرح بدنيا تصيبه ولا يحزن على فواتها، ولكنه يفرح بالطاعة وتحزنه المعصية.. وكما قيل: "كل ما فاتك من الله سوى الله يسير، وكل حظ لك سوى الله حقير".. { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هوخيرٌ ممَّا يجمعون } ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سرته حسنته وساءتهسيئته فذلكم المؤمن) .. اللهم اجعلنا منهم .وفى الحديثالقدسي: (إن اللّه يقول: يا ابن آدم، تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنىً وأسدَّ فقرك،وإن لا تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسدَّ فقرك) وقدقال الله تعالى وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم: { لا نسألك رزقًا نحن نرزقكوالعاقبة للتقوى } ، وقال: { وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلممستقرَّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مبينٍ } .
فالغد أمره بيد الله وليس للإنسان من أمره شيء، فإنه قد يأتي الغد وهذا الإنسان ليس من أهل الدنيا، فالموت قريبٌ منَّا جميعًا، ويجب أن نؤمن إيمانًا راسخًا بأنَّ الله تبارك وتعالى لا يقضى إلا بالحق، { والله يقضي بالحقِّ والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيءٍ إنَّالله هو السميع البصير } ، فما يقضيه الله للإنسان هو الخير .
إنَّ الله سبحانه وتعالى أعطى كلّ إنسانٍ ما يكفيه، فقد قدَّر الله الأقوات من الأزل قبل خلقالسماوات والأرض، ولكن الإنسان دومًا يطلب المزيد وهو لا يعرف ما يفعل به المزيد،فحين يختار الله الغنى أو الفقر لإنسان ما، فإنه يختار له ما يصلحه، ولكن الإنسان لا يعلم ذلك .
إنَّ الإيمان عبارةٌ عن التصديق بالغيبيَّات والرضا بالقضاءوالقدر، فنحن لم نر الله ومع ذلك نؤمن به، ونصدق بوجوده، وطالما رضينا بالله ربا،فإنّ له الحكم وله الأمر وله التصريف وله التدبير، فلا يمكن أن يصدر حكمه أو أمرهأو قضاءه إلا عن حكمةٍ وإن خفيت عنَّا؛ ولذلك فإننا إذا آمنَّا بالله حقَّ الإيمان فلا شكَّ أنَّنا سنرضى بكل ما يأتينا من قبل الله تبارك وتعالى. . فيجب علينا أن نستسلم لقضاء الله سبحانه وتعالى وأن نرضى بحكمه، وأي مصيبةٍ تهون ما دامت فى غير ديننا.
وقالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًانطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيهالروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّ أو سعيد، فوالذي لا إلهغيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليهالكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكونبينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) فماذا نحن فاعلون وقد قدَّر الله تعالى كل شيءٍ وكان له الأمرمن قبل ومن بعد ؟ فماذا بقى للإنسان بعد هذه الأربعة ؟!
لم يبق إلا النيةالصالحة والعمل الصالح، وذكر الله عز وجل، واللجوء إليه في كل وقتٍ وحين .. { إنَّربَّكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستَّة أيامٍ ثمَّ استوى على العرش يغش يالليل النهار يطلبه حثيثًا والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُّ العالمين } .
* فهل ترضى أختي بما رضيه الله لك ؟!
أختي الحبيبة :
إن حسن فهم العبد لطبيعة علاقته بربه تعالى يريح قلبه، وإن معرفة العبد بأن الله الذي خلقه لا يريد به سوء أمر يطمئن فؤاده، وإيمان العبد بأن الله جعل له هذه الدنيا دار اختبار وامتحان من اجتازه بنجاح عبر إلى دار أخرى الخير فيها من الله عميم ، ميزها الله وحببها لأهل الخير فقال عنها لأهلها فيما رواه أبو هريرة عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: ( يناديمناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أنتحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلاتبأسوا أبدا؛ فذلك قوله عز وجل: { ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } وهنا ينتهي مكان الدنيا بما فيها من تعبٍ ونصبٍ ومرضٍ و...، لو أيقن العبد بذلك لكان في استقبال البلاء فرحا، إذ هو يرفع درجته عند الله إذا صبر، أفلاترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ اللهإذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط فله السخط) فدعنا نردد مع الشاعر قوله : فليتك تحلو والحيــاة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضابُ وليت الذي بيني وبينك عامرًا *** وبيني وبين العالمين خرابُ إذا صحَّ منك الودُّ فالكلُّ هيِّنٌ *** وكل الذي فوقالتراب تراب
ونتضرَّع إلى الله ونقول :
إلهي؛ لا تغضب عليَّ فلست أقوى لغضبك، ولا تسخط عليَّ فلست أقوم لسخطك، فلقد أصبتُ من الذنوب ما قد عرفتَ، وأسرفتُ على نفسي بما قد علمتَ، فاجعلني عبدًا إما طائعًا فأكرمتَه، وإمَّا عاصيًا فرحمته .. اللهم آمين .
وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه ..
| |
|
الزعيم عضو مشارك
المشاركات : 519 تاريخ التسجيل : 23/01/2010 الموقع : In Your Dream
| موضوع: رد: الابحار في رضى الرحمن0لنبحر معا في رضا الرحمن 2011-06-14, 22:41 | |
| | |
|