وحدي علي الطريق
أعلن ضعفي وأنكساري للزمان
لأعترف أني كنت ساذجاً
لا أفهم معني الحياة
وأن حبي كان مثل البلاء
فسكرت حتي رأيت بعيني العذاب
يسحقني دون أسباب
فكم كنت مخدوع بقلب غابه عنه الحب
تركني ملحمة أشعاري
لتطوف عليها أحزاني
فتصرخ مهجتان وتبكي شمعتان
فقد ضاع العمر بلا حسبان
وحباً تواري للهموم تأكله
وعلي بريقه تاهت الأشواق
ورأيت أحلامي أمنيات حائره
تخشي أن يخدعها الزمان
وصارت عيني كالعيون الغائرة
لا يجففها سوي الجراح
ومازالت علي الطريق
بهذي .. بضعفي .. بحزني
فلا أستكين
فلقد مات الحنين وعليه فاضت أحزاني
ومهجتي مرارة تسكن بين أحشائي
والروح عطشى والفراق عنائي
وتمزقني الأيام فــ نسيت عنواني
ومضيت مثل الغدير
لا سيف لا عشق لا دليل
فتجذبني الرياح الي سوق العبيد
أبيع نفسي للسجان
فالدنيا صارت من حولي قفصاً
يحكمه الملوك بالطغيان
ومازالت علي الطريق
أعاني جفاء الدرب للأنسان
فأصبحت أهرب للنسيان
ومازالت أهرب للنسيان
لا أريد أن أعود ككل الناس
وبرفقتي كهوف الهوان
وأضرحه من الحرمان
فلقد بلغة بلوغ المحال
وجاء الزمان يحملني للعصيان
فأزدات بطشاً وأزداد حزناً
ويبقي السؤال....؟
ومضيت وحدي في الطريق
أغني للأماني الضائعات
لحب صار بلا أغصان
لحلم أبعد من الخيال
وبالدمع أرافق ليلاً كئيباً
فساعة الحب يلاقيها أكاذيب كثيرة
فكيف من عاش العمر يجنيها
زمن الحزن علمني كيف أخفيها
بخريف يدميها ..وبالدمع أناديها
ويوهمني العمر بدعويها
ومضيت وحدي في الطريق
ممزق الأغصان
حائر بلا شطآن
هزيل في مقبرة تئن بالعظام
كيف أمسح فيك متاعبي
ودموعي تحتفل بمصائبي
وكيف أنقذ نفسي من ذاك الحطام
الذي أسترضا به الحب
بين أنياب الزمان
رباه ماذا فعلت ...!
لينتهي حلم السنين ويضيع أثر حبي
وسط صحاري جرداء كيف أمشيها
ومضيت وحدي في الطريق
لا أملك بيتاً ولا مال
بل أمتلكت الدموع عيناي
فتناثرة في ليل الجفاء
وفاضت كالأمطر فملأت طريقي بالآلم
فالزمن أبقاني رفاتاً علي الطريق
وما عادا يحيني من جديد
فأدور أبحث عن واحه تحوي مشاعري
أذا تاهت مني في الصقيع
عن حب أذا ضاع مني في الزحام
فالناس يخنقها العذاب
والحب بركان أوهام
حتي ضاعا الشباب
ومازالت وحدي علي الطريق
بلا حلم يداعبني بلا أمل يحيني
فــ أحلامي ضل معناها الزمان
وحبي فوق شطآني بركان
وتشكلت علي ملامحي الاحزان
فــ يصفعني الصقيع للصمت الحزين
ويغدو الأشواق بالحنين
ويبدل الغرام بالآنين
ويحيي معارك الحرمان
بأعماقي حتي أذوب
ولا أحد يدري من أكون....!
فلقد غدوت لحظات السرور
ومازالت وحدي علي الطريق
أسأل عن رحيق حبنا
كيف تاهه منا في الضباب
وعلي راحتيه كيف مات الوفاء
حتي بلغه الدرب منتهاه
فما عادا يحملنا حنيننا للهوي
فالحب يا عمري صار كالخبز
يأكل منه كل جائع
وحين يشبع يرميه بقايا رفات
أتري اليوم شيئاً ليس من ضلال
فالحب صار ضلال
والحلم صار غبار
ومازالنا جاثمون مع الأطلال
ومازالت وحدي علي الطريق
مصلوب حبي ويطاردني يأسي
فأذوب علي جمر همي
فاليوم أتيت لأصيح ودمعي كسيح
وشعري حزين وقلبي ذبيح
وزماني زمن قبيح
لا يفرق بين العاشق والغدير
فلا تسأمون من لحني الحزين
فكيف أشعر بالسعاده
وانا مازالت وحدي علي الطريق....!