سلوان في الذاكرة
سلوان بلدي فيها مولدي
تنشقتُ هواها في الصباح
وعلى الورود نداها
ركضت في شوارعها
وأخي الصغير يمسك بيدي
كنا نطير كالفراشات في سمائها
سبحنا في عينك سلوان الباردة العذبة
لعبنا في بستانك تحت شجر التين والديفور والرمان
هناك كل شخص يعرف شجيراته
و كانت لجدتي شجرتا ديفور
لذيذ المذاق مقطور
كنا نذهب معها أنا وإخوتي لنجلس تحت تلك الشجرات
ونأكل منها مرات ومرات
هناك نبعٌ ماء صغير يمر من تحتِها
يمتلأ البستان بتغريد العصافير وأشكال الفراشات
اه اه وكل الاهات
على أيام ذهبت وبقيت مجرد ذكريات
عذبه جميله تداعب الجفون عند الغفوات
تعجز عن وصف اشتياقي وحنيني للبستان كل العبارات
حسرتي عليك يا بستان الأطفال والجدات
حسرتي على الرمان والتين وأجمل الزرعات
حسرتي عليك وعيوني تغرقها الدمعات
يا أحلى وأجمل ذكريات الأولاد والبنات
الحسرة على بستان بلدي تغمرها النهدات
حسرتي أجرت دمعي على عينك سلوان
الذي جفت مع كثرة الغدرات
إضحل ماؤك .........
وهدمت جدرانك يا غالية الغاليات
اقتلعوا أشجارك وداسوا زرعاتك البهيات الجميلات
أسكتوا صوت عصافيرك وأتوا بغربان بكل اللغات
من هنا ومن هناك .......
ومن ذاك وذاك........
ومن كل البلدان والقارات
حقير أتى يطعنك من الظهر
ويترك أوضح البصمات
يا بستان جدتي وكل الجدات
لو كنت يا جدتي على قيد الحياة
لاصبحتي على مشارف الممات
من قهرٍ ومقتٍ وحسرات تتلوها الحسرات
على بستانٍ سيدمرونه ويسحقوا أشجاره الشامخات
ليقيموا على أرضه للعدوان والطغاة مرافئ ومتنزهات
سيبقى نقش اسمك في القلوب
منذ الولادة حتى الممات
يا سلوان القلوب يا جميلة الجميلات