بكاء الطفل مشكلة لا تستدعي القلقنشر في فبراير 10, 2011 بواسطة sonbla عويل الطفل عقب ولادته من أشد الأصوات المثيرة للأمهات، إذ سرعان ما يجدن أن صوت بكاء أطفالهن يمس شغاف قلوبهن ويزعج أعصابهن ويثيرها، لاسيما إذا كان زائداً. وفي الفترة الأولى من حياة الأمومة لا يكون هناك شيء تشكو منه الأم يقارن بشعورها بالإحباط والخيبة عند سماع عويل وليدها المستمر.
ويجمع الخبراء أن الصراخ هو الامتحان الأول للرباط الذي بين الطفل وأمه، فإذا ترجمت صراخ طفلك وقمت بتلبية رغباته على الفور فإنك بذلك تعطينه الشعور بالاطمئنان والثقة، وفي نفس الوقت عندما تنجحين في تهدئة طفلك الصغير المتضجر فإن هذا يعطيك قدراً من الثقة التي تحتاجين إليها كثيراً، وبخاصة في الشهور الأولى المليئة بالقلق والتوجس.
ولكن الطفل إذا كان متقلب المزاج ولا يهدأ بسهولة فقد تجدين نفسك تنقمين على هذا الطفل الذي يبدو وكأنه أكثر طفل متهيج في العالم، أو تشعرين بالاكتئاب لأنك فشلت كأم لهذا الطفل، ولكي تستمر الحياة فلا بد في البداية أن تقبلي أن بعض الأطفال يشتد صراخهم لمجرد أنهم في حاجة إلى هذا الصراخ، ولعل هذا ليس بسبب خطأ من أحدكما، فالبكاء أحياناً يؤدي وظيفة معينة تفيد الطفل وإن كانت لا تفيدك، ففي خلال اللحظات الأولى من الولادة يأخذ الطفل نفساً عميقاً لتتمدد رئتاه أثناء البكاء، ومنذ هذه اللحظة وحتى يبدأ في استخدام الرموز والكلمات كوسيلة للاتصال فإن البكاء يظل هو اللغة الفعالة عند الطفل.
ولكل طفل بكاؤه المميز كبصمات أصابعه تماماً، فبمجرد انقضاء الأسبوع الأول من حياة الطفل تستطيع معظم الأمهات التقاط نبرات الصوت المميزة لأطفالهن من غرفة مليئة بأطفال ينوحون.
وقد أوضحت الأبحاث أن معظم الأطفال في عمر أسبوعين يبكون حوالي ساعتين يومياً، وفي عمر ستة أسابيع يزداد البكاء إلى ثلاث ساعات يومياً، وعند عمر ستة أشهر يقل مرة أخرى إلى ساعة واحدة يومياً، غير أن هذه مجرد متوسطات، وقد يبكي بعض الأطفال أكثر من ذلك أو أقل، وقد لا يعبر بكاؤهم بوضوح عن الألم أو الجوع أو الملل، ومن ثم فإن الأمهات تستغرق وقتاً أطول حتى يدركن ما يضايق أطفالهن.
أوضحت الدراسات أن جزءاً كبيراً من طبيعة المزاج يولد مع الشخص، ولذلك فإن كثيراً من المواليد ذوي المزاج المتقلب يسفرون بعد ذلك عن أطفال أكثر تهيجاً.
ومن ناحية أخرى قد يكون المغص أحد المشاكل الفسيولوجية التي تؤدي إلى الصراخ عند كثير من الأطفال الذين يصبحون أهدأ بكثير بمجرد تخلصهم منه.
وسواء كان الطفل سريع الغضب أو مسترخي البال فإن طبيعة بكائه ستستقر على منوال ثابت خاص به عند بلوغه 6 أسابيع من عمره، غير أنه إذا حدث تغير مفاجئ في طبيعة بكائه أو معدل تكراره فقد يشير هذا إلى وجود مشكلة ما و أنه لا بد من عرضه على الطبيب .
وتتساءل بعض الأمهات: هل تجيب الطفل على الفور كلما بكى؟يتفق معظم الخبراء في شؤون نضج الطفل على أن الطفل في السن الصغير جداً لا يمكن أن يفسده الدلال، بل أنه كلما كانت الأم أسرع استجابة لبكاء طفلها، وتوليه العناية والاهتمام في الأشهر الثلاثة الأولى؛ كان الطفل أقل بكاء في نهاية السنة الأولى.
ولكن هذا لا يعني أن تسقطي كل ما في يدك بمجرد انبعاث أول صرخة من بكاء طفلك، فليكن هدفك ـ فضلاً عن أن تكون أماً مثالية ـ أن تعطي طفلك شعوراً بالاطمئنان وأنك قريبة منه وتدركين ما يريد، وذلك بأن تلبي احتياجه قبل أن يغمره البكاء. ولا مانع من أن تتركي طفلك إذا بكى ينتظر بعض الشيء إذا اضطررت لذلك طالما تأكدت أنه في مأمن.
وليس هناك قاعدة تحدد بالضبط ما هي المدة التي يمكن أن تتركي طفلك يبكي خلالها ، فالأمهات يختلفن من حيث مدى تحملهن لسماع صراخ أطفالهن، وبالطبع فإذا كان الطفل يصرخ من الألم فلا بد من إجابته على الفور، أما الطفل الذي يصرخ لا لشيء إلا للتضجر والملل فمن الممكن تركه فترة أطول.
ومن ناحية أخرى فإن صراخ الطفل له جانب إيجابي؛ حيث يعمل على نضج الوالدين، بمعنى أنهما يتقبلان عدم قدرتهما على دفع جميع الآلام عن طفلهما، سواء كانت بسبب المغص، أو لمفارقة أمه عند النوم، أو لأي مشكلة تعترض حياته حتى بعد أن يكبر.
اعلمي أن الطفل أثناء بكائه قد يصبح أكثر تهيجاً إذا شعر بانزعاج أمه وقلقها وتوترها. فإذا شعرت أنك تريدين أن تصرخي من شدة الإجهاد أو الاكتئاب فينبغي حينئذ أن تعطي طفلك لشخص آخر، أو تتركيه بعض الوقت طالما هو في مكان آمن، ففي هذه اللحظة يكون الطفل في أشد الحاجة إلى أم أو أب أهدأ.
المشكلة في بكاء الطفل المستمر ليست فيما يمكن أن يسببه ذلك للطفل، فإنه لا يشكل له أي ضرر، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل فيما يحمله ذلك من عبء على الأمهات، ولا سيما الجدد منهن، خصوصاً مع الأطفال كثيري الشكوى من المغص، فقد تشعر الأم بالخجل لغضبها من طفلها الرضيع، ولذلك فلا ينبغي لأحد أن يلومها إذ غضبت ليشعرها بالذنب إذ يكفيها ما هي فيه، بل إنها في الحقيقة تكون في مسيس الحاجة إلى من يساعدها ويشجعها ويمنحها الإحساس بالتقدير والاحترام .
كيف تفسرين صرخات طفلك المختلفة؟ هذا سؤال تهم إجابته كل أم..
ويوضح الخبراء والمختصون كيف تستطيعين من خلال شدة صرخة طفلك ودرجة نغمتها والوقت الذي تستغرقه، أن تحددي المشكلة التي يعانيها الطفل والتي قد تكون:
الألم: صرخة مفاجئة طويلة ذات درجة نغمة عالية، تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة وهكذا. وعادة ما تكون صرخة الألم هي أول الأنواع التي تستطيع الأم تمييزها.
الجوع: نواح يتزايد ببطء، وهذا النوع تتعلمه الأم بسرعة مع الوقت.
الملل: أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء،
وقد يعني هذا أيضاً أن الطفل يشعر بالتعب أو عدم الراحة.
التوتر: أنين متضجر بشبه أنين الملل، فكما أن الشخص الكبير إذا كان في ضيق فإنه يحب أن ينفس عن نفسه فكذلك الطفل الصغير الذي يشعر أن التضجر يعطيه شعوراً أكبر بالراحة .
المغص: أشد الصرخات التي لا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل,
وقد يقبض الطفل خلالها على يديه بشدة
أو يشد رجليه وقد يحمر وجهه. وهناك نوع معين من المغص يصيب حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة، حيث يبدأ
معهم في وقت مبكر، ربما قبل أن يكملوا أسبوعين من عمرهم، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر.