يبدو أن محاولات حماية اليهود وصلت حتى الخيال وطالت الأفلام الكرتونية فقد اتهم كاتب فرنسي "السنافر" "بالتعصب الجنسي والعرقي ومحاباتهم للقيم الاشتراكية، بالإضافة إلى معاداتهم اليهود والسامية"، مثيرا "موجة انتقادات بين محبي المخلوقات الزرقاء".
وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) في عددها الصادر يوم الاثنين أن جملة الاتهامات وردت في كتابٍ أصدره المؤلف الاجتماعي الفرنسي أنتونيو بوينو يُدعى "الكتاب الأزرق الصغير"، إذ يحمل الكتاب تحليلا لأبطال المسلسل الكرتوني ومجتمعه المتجسد في منظومة مبسّطة أعدت للأطفال في خمسينيات القرن الماضي.
واعتبر بوينو أن "بابا سنفور" قائد المجموعة هو "مجرد انعكاس للنظام الاشتراكي الأحادي السلطة", وشبّه لحيته البيضاء "بلحية كارل ماركس مؤسس الاشتراكية", واعتبر أن عدم امتلاكهم منازلهم المؤلفة من الفطر السحري "مفهوم يتطابق مع المبادئ الاشتراكية السائدة في تلك الحقبة السياسية".
وأضاف في كتابه أن "عدوهم الوحيد "شرشبيل" أو "جارجاميل"، وفق تسميته باللغة الإنجليزية، يبدو وكأنه يهودي الملامح، وهو عبارة عن شخصية شريرة تسعى دائما لتخريب قرية السنافر الهانئة أو التهام أحدهم".
كما لفت الكاتب السوسيولوجي إلى "اختيار اسم قطته التي تضاهيه شرا "آزرايل" باللغة الإنجليزية، أو "هرهور"، كما وردت في النسخة العربية للفيلم", واستنتج أن "تشخيص الشر بهيئة يهودية، واختيار اسما يهوديا للقطة لهو معاداة للسامية بطريقة أو بأخرى".
كما انتقد الكاتب بوينو "وجود أنثى وحيدة بين شخصيات المسلسل هي "سنفورة الجميلة"، مشيرا إلى التعصب الذكوري في أحداث القصة".
وأوضح بوينو أن "أول كتاب عن السنافر يحمل في طياته تعصبا عرقيا، إذ يتحول لون السنافر إلى الأسود عند المرض، وعندها يتحولون لأغبياء وفاقدي أقل درجات البداهة، حتى أنهم يفقدون قدرتهم على الكلام".
وكان العديد من محبي السنافر قد هاجموا الكاتب، ساخرين من مقارنته السياسية لقصة خيالية تحمل العديد من الدروس الأخلاقية وقيم الخير للأطفال, واعتبر أحد القراء أن هدف الكاتب هو "تحطيم قصص الطفولة"، متأسفا على "الزمن الذي أصبح يرى فيه الإنسان شروره فقط".
ونفى بوينو نيته انتقاد مؤلف الكتاب بشكل شخصي قائلا إن "الإنتاج الفني لأي شخص قد لا يعكس أفكاره الشخصية بل روح الفترة المهيمنة".
ويشار إلى أن الكتاب الأزرق يأتي عشية إطلاق فيلم سينمائي من إنتاج شركة "سوني" بنسخة محدثة عن السنافر في أواخر تموز المقبل, وكانت "سوني" دعت جميع محبي السنافر إلى ارتداء ملابس زرقاء في الـ 25 من شهر حزيران من أجل الدخول في موسوعة جينيس كـ"أكبر عدد من الناس ارتدوا ملابس السنافر".
ويذكر أن المؤلف البلجيكي بيير كوليفورد ابتكر شخصية السنافر في العام 1985، وتحول كتابه فيما بعد إلى إنتاجات تلفزيونية دُبلجت لعدة لغات, كان الناشرون الأمريكيون امتنعوا عن نشر الكتاب في حقبة الخمسينيات لنفس السبب، وسرعان ما تحول لون مرضهم في الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية إلى الأحمر والبنفسجي منعا لأية إسقاطات عرقية.