دعوى قضائية لوقف تصوير العمل
غضب جزائري من فيلم فرنسي يسيء لمجاهدة ويعتبرها إرهابية
المخرجة الفرنسية كارولين هيورت
اتهمت مجاهدة جزائرية مخرجة فرنسية بالسعي إلى تشويه صورتها من خلال تقديم فيلم يتناول قصة حياتها ويصورها كإرهابية استفادت من تعاطف الشعب الفرنسي معها.
وبدأ تصوير الفيلم بالمغرب شهر إبريل/نيسان الماضي؛ حيث تشارك في بطولته كل من الممثلة الفرنسية مارينا هندز والتونسية حفصية حرزي، ويتناول شخصية المجاهدة جميلة بوباشة، ويخرج الفيلم الفرنسية كارولين هيورت لصالح القناة الفرنسية الثالثة "فرانس3" و"آرتي"، ويستند العمل إلى كتاب المحامية جزيل حليمي.
وقد أثار العمل غضب جميلة بوباشة؛ لأنه يستند إلى كتاب حليمي المليء بالأخطاء والمغالطات التاريخية المتعلقة بشخصها التي لم يكن لها الوقت للمرافعة لتصحيحها، لأنها كانت وقت صدور الكتاب في السجون الفرنسية مسلوبة من كل حقوقها المدنية.
وذكرت صحيفة "الشروق" الجزائرية 9 من أغسطس/آب أن بوباشة اتصلت بوزارة الثقافة من أجل السعي لوقف التصوير، غير أن وزارة الثقافة أكدت لها أن الفيلم فرنسي وينتج بأموال فرنسية ويصور خارج الجزائر، وبالتالي الوزارة ليس لها ما تفعله غير توكيل محام للنظر في القضية.
وبالفعل قامت المجاهدة بتوكيل المحامي علي هارون الذي أجرى اتصالات بالشركة المنتجة، فأكدت له أنها اشترت حقوق تحويل كتاب جزيل حلمي إلى عمل سينمائي من الدار الفرنسية، والعمل يصور خارج الجزائر، وبالتالي لا يحق لها التدخل.
محامية فرنسية
ولجأ علي هارون إلى توكيل محامية فرنسية للمرافعة في القضية من أجل السعي إلى وقف تصوير العمل، بينما طلبت جميلة بوباشة -حسب مقربين منها- مقابلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
ولقيت بوباشة ردا إيجابيا من رئاسة الجمهورية، في انتظار أن يستقبلها الرئيس للنظر في القضية المرشحة للتصاعد، خاصة وأن بوباشة عازمة على السعي بشكل حثيث لوقف الفيلم الذي يعد تشويها لمسارها النضالي والثوري، لكونه يعتمد على كتاب حليمي الذي شوه مسار بوباشة.
وصور الكتاب بوباشة على أنها إرهابية استفادت من تعاطف الفرنسيين، وهو ذات الكتاب الذي استغلت فيه جزيل حلمي اسم بوباشة وسيمون دي بوفوار لتصنع شهرة على حساب القضية الجزائرية.
من جهة أخرى، تقدم 20 منتجا فرنسيا مشاريع سينمائية بإنتاج أفلام تتناول حرب الجزائر وأحداث ثورية بعينها وشخصيات ذات وزن تاريخي وهي المشاريع التي بدأت الشركات الفرنسية تعمل عليها منذ أكثر من سنة.
وتم طرح الموضوع بالفعل على الجانب الجزائري في أثناء ندوة البحر الأبيض المتوسط حول السينما والتلفزيون، وهي الخطوة التي اعتبرها المتتبعون كارثة بكل المقاييس، لكون فرنسا التي سعت على امتداد 130 سنة لطمس الشخصية الجزائرية، تعود اليوم لتكتب التاريخ الجزائري عبر الصورة.